الحزن يعدّ الحزن حالةً يمرّ بها الناس في مختلف الأوقات والأحيان، نتيجةً لظروف معينة تطرأ عليهم، كفقدان شخص عزيز عليهم، أو انتهاء فترة جميلة مرّوا بها، أو فصلهم من العمل، أو من خلال العديد من المواقف الأخرى، فالحزن ليس حكراً على أحدهم دون الآخرين، بل هو كأس سيشرب منه جميع الناس ولكن في أحيان متفرقة.
هناك البعض من الأشخاص يؤثّر عليهم الحزن بشكلٍ كبير؛ حيث يستطيع أن يتفوق عليهم وعلى إرادتهم وأن يغلبهم، أما البعض الآخر فهم من يتفوّقون على الحزن، ويتغلبون عليه، ويستطيعون أن يتجاوزوا هذا الظرف الطارئ بكل ما أتاهم الله من قوة، وهناك عدة طرق بإمكانها أن تخفف قليلاً من حالة الحزن الطارئة وفيما يلي بعضها.
طرق التغلب على الحزن - التوكل على الله؛ فالله تعالى هو مولانا وخالقنا، وهو من إذا تقربنا إليه سيكفينا الشر، والهم، والغم، والحزن؛ فهذه الأمور كلهّا تزول إن كان قلب الإنسان متصلاً بالله تعالى، لأنه هو المعزي، فلو تعرض الإنسان لظلم سبب له الحزن فإنه من فوره سيهدأ وسيطمئن، ويملأ اليقين قلبه بأن هناك يوماً سينال فيه الظالمون جزاءهم، وهذه الطريقة في التفكير ستدفع الناس إلى العفو في الدنيا؛ ذلك لأنّ العفو في الدنيا سيؤجل العقاب إلى الآخرة.
- ممارسة الأنشطة القريبة من قلب الإنسان؛ كالرياضة، ومشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى، وقراءة الكتب، والذهاب إلى السوق، والعديد من الأعمال والأنشطة الأخرى المتنوّعة.
- قضاء وقت مع الوالدين والأشقاء، فهم ملاذ الإنسان الأول والأخير بعد الله سبحانه وتعالى، ذلك لأنهم رافقوه منذ بداية حياته، وهم أعلم الناس به، وأقدر الناس على تغيير أجواء الكآبة التي يعيش الإنسان فيها.
- قضاء وقت مع الشريك (الزوج أو الزوجة)؛ فالزواج يكمّل أي نقص موجود لدى الإنسان، وفيه مودّة وسكن ورحمة، فمهما كانت الأحزان محيطة بالإنسان سيبقى الشريك واحداً من أفضل الناس القادرين على إخراج الإنسان من حالة الحزن المحيطة به.
- القيام ببعض الأعمال التطوعية؛ ذلك لأنّ مثل هذه الأعمال بإمكانها التخفيف بشكل كبير جداً من حالة الحزن التي ترافق الإنسان؛ حيث يمكنها أن تريه بعض النماذج من الناس ممّن يمرون بظروفٍ أتعس من ظروفه، فيحمد الله تعالى على ما هو فيه، ويسعى جاهداً لمساعدة غيره من المحتاجين فيخرج من الحالة التي هو فيها من الحزن والكآبة.
- السفر والتنقّل يُخرجان الإنسان من أيّ ضائقةٍ يمر فيها؛ حيث تنقلب حياة الإنسان بعد السفر؛ إذ إنّه يرى ما هو جديد، ويفتح عينيه على دنيا جديدة، فيعرف عوالم أخرى لم يتطرق إليها من قبل، مما يؤدي إلى إبعاد تفكيره عن مسببات الحزن والتعب النفسي.